السبت، 14 يوليو 2012

تطوير القدرات الإبداعية



معنى القدرات الابداعية :-
ان رفع ارفع انجازات الانسان هي تلك التي من اجراء انتاج تراكيب جديدة للافكار بما يتناسب مع الوضعيات الجديدة ، كما ان عدم الرضا عن الطرق الراهنة لعمل الاشياء يؤدي الى التفكير بانتاج اراء واختراعات حديثة ( ). وهذا ما يسمى بالابداع او القدرات الابداعية التي يعرفها (بيارز piers) نقلاً عن (لمياء الديوان ) بانها "قدرة الفرد على تجنب الروتين العادي والطرائق التقليدية في التفكير مع انتاج جديد او غير شائع يمكن تنفيذه وتحقيقه"( ) اما (اديب 
الخالدي ) فيعرفها "بانها انتاج شيء ما ، على ان يكون هذا الشيء جديداً في صياغته وان تكن عناصره موجودة من قبل "( ) ولا يعني هذا ان كل انتاج جديد يسمى ابداعاً ، بل يجب ان يكون اصيلاً وذو قيمة وفائدة في الوقت ذاته"( ) .
ان الناس يختلفون فيما بينهم في انواع ومستويات قدراتهم الابداعية ، حسب اختصاصاتهم التي يمارسونها فمنهم مبدعون في الرياضيات والفيزياء ومنهم في الشعر والادب والموسيقى ، ومنهم في الرياضة واخرون في العلوم … وهكذا غير ان الابداع بشكل عام ينطوي على عوامل مشتركة وان اختلفت انواعه ، وفي المحصلة يمكن تحديده وقياسه عن طريق اختبارات القدرات الابداعية .

2-2 مكونات القدرات الابداعية :-
ان اغلب العلماء والباحثين وفي عدد كبير من الدراسات يؤكدون بان القدرات الأساسية للابداع ثلاث هي (الطلاقة Fluency ) و (المرونة Flexibility) و (الاصالة Originality)( ) ( ) ( ) 

2-2-1 الطلاقة :-
ويعرفها (التون Walton) بانها "سهولة اصدار المعلومات التي تتدرج ضمن تصنيف واحد في موقف معين يتطلب ذلك "( ) اما (احمد عزت راجح) فيعرفها على انها "القدرة على انتاج عدد كبير من الافكار والالفاظ والمعلومات والصور الذهبية في سهولة ويسر " ( ).
ولقياس الطلاقة اشكالاً متعددة منها :- سرعة اعطاء الكلمات في نسق محدد (تبدأ او تنتهي بحرف معين ) ومنها القدرة على ذلك اكبر عدد ممكن من اسماء الحيوانات او الاشياء الصلبة او الاشياء الصلبة او البيضاء ، او ذكر اكبر قدر ممكن من العناوين لقصة معينة … وهكذا .( ) 

2-2-2 المرونة :-
من المطلوب دون شك ان يتمتع الشخص المبدع بدرجة عالية من المرونة العقلية لكي يكون قادراً على مواجهة المواقف مهما تنوعت واختلفت ، وان تكون له القدرة على تغيير حالته العقلية وتبني انماط فكرية تتناسب مع هذا المواقف التي يتعامل معها .( ) ولذلك تعرف المرونة على سرعة إنتاج افكار تنتمي الى انواع مختلفة ترتبط بموقف معين " ( ).
ويتخذ التعبير عن المرونة مظهرين اولهما قدرة الشخص على ان يعطي تلقائياً عدداً من الاستجابات المتنوعة التي لا تنتمي الى فئة او اطار واحد ، وتسمى بـ(المرونة التلقائية) ، اما الشكل الاخر فيتعلق بالسلوك الناجح لمواجهة موقف او مشكلة معينة ويسمى هذا النوع بـ(المرونة التكيفية) لانه يحتاج الى تعديل مقصود في السلوك يتفق مع كل السليم ويتفق مع الحل السليم.( ) 

2-2-3الاصالة :-
ان التفكير الابداعي هو التفكير الموجه وهو القدرة على اعادة تركيب العناصر القديمة وتنظيمها باطار جديد واصيل "( ) وان الافكار التي يحكم عليها بالاصالة يجب ان تكون جديدة بالنسبة للشخص نفسه ( أي انه لم يصل لها من قبل) وان تكون جديد بالنسبة للاطار الاجتماعي (أي ان احداً قبله لم يمكنه اكتشافها ".( ) ولذلك " تعرف الاصالة في بحوث عديدة بانها انتاج ما هو غير مالوف ، ما هو ذكي وحاذق من الاستجابات " ( ).


تعريف التفكير الإبداعي :Creative Thinking
يرى (جوردن 1995 Gordon ) أن "الإبداع Creativity هو الموهبة للإنتاج ويحدث التغيير القوي والمفيد في حل أقوى المشكلات".
ويرى(محمد المفتي 1995) أن الإبداع" هو عملية لها مراحل متتابعة تهدف إلى نتاج يتمثل في إصدار حلول متعددة تتسم بالتنوع والجدة وذلك في ظل مناخ داعم يسود الاتساق والتآلف بين مكوناته".
ويرتبط التفكير الإبداعي ارتباطاً وثيقاً بالإبداع ، ولكن الإبداع يصف الناتج، أما التفكير الإبداعي فيصف العمليات نفسها (دي بونو 1977 ).
وعلى ذلك يعرف ( منير كامل 1996) التفكير الإبداعي بأنه "الأسلوب الذي يستخدمه الفرد في إنتاج أكبر عدد ممكن من الأفكار حول المشكلة التي يتعرض لها (الطلاقة الفكرية)، وتتصف هذه الأفكار بالتنوع والاختلاف (المرونة) وعدم التكرار أو الشيوع (الأصالة) " .
ويعرف(فتحي جروان 1999) التفكير الإبداعي بأنه" نشاط عقلي مركب وهادف توجهه رغبة قوية في البحث عن حلول أو التوصل إلي نواتج أصيلة لم تكن معروفة سابقاً. ويتميز التفكير الإبداعي بالشمولية والتعقيد - فهو من المستوى الأعلى المعقد من التفكير -لأنه ينطوي على عناصر معرفية وانفعالية وأخلاقية متداخلة تشكل حالة ذهنية فريدة ". 
ويرى بعض الباحثين أمثال: [ أوسبورن 1991 Osborn، جوردن 1995 Jordan، فريمان 1996 Freeman ] أن عملية التفكير الإبداعي تتم خلال أربع مراحل متتالية هي:
1) مرحلة التحضير أو الإعداد : Preparation وهي الخلفية الشاملة والمتعمقة في الموضوع الذي يبدع فيه الفرد وفسرها (جوردن Gordon) بأنها مرحلة الإعداد المعرفي والتفاعل معه.
2) مرحلة الكمون والاحتضان : Incubation وهي حالة من القلق والخوف اللاشعوري والتردد بالقيام بالعمل والبحث عن الحلول، وهي أصعب مراحل التفكير الإبداعي.
3) مرحلة الإشراق : Illumination وهي الحالة التي تحدث بها الومضة أو الشرارة التي تؤدي إلى فكرة الحل والخروج من المأزق، وهذه الحالة لا يمكن تحديدها مسبقاً فهي تحدث في وقت ما، في مكان ما، وربما تلعب الظروف المكانية والزمانية والبيئة المحيطة دوراً في تحريك هذه الحالة، ووصفها الكثيرون بلحظة الإلهام.
4) مرحلة التحقيق : Verification وهي مرحلة الحصول على النتائج الأصلية المفيدة والمرضية، وحيازة المنتج الإبداعي على الرضى الاجتماعي.
أي أن الإبداع هو إنتاج الجديد النادر المختلف المفيد فكراً أو عملاً وهو بذلك يعتمد على الإنجاز الملموس.

العوامل التي تكون القدرة على التفكير الإبداعي:
هناك عوامل متشابكة تكون القدرة على التفكير الإبداعي وتؤثر فيه إلى حد كبير ،فقد صنف (ديفيز 1996 Davis ) القدرات الإبداعية إلى:
الطلاقة تطوير التفسيرات القدرة على التنبؤ بالنتائج
الإسهاب الحساسية تجاه المشاكل التفكير المنطقي
المرونة القدرة على التعرف على المشاكل القدرة على التراجع
الأصالة التفكير المقارن والمجازي التحليل
التحويل التقييم التركيب
التصور، التخيل الحدس
التركيز



أن العلماء الذين تعرضوا للبحث والدراسة للقدرات الإبداعية لم يتفقوا فيما بينهم على مصطلح واحد كما اختلف تعريفه باختلاف الأطر والمدارس والاتجاه الفلسفي الذي ينتمي له العالم فمنهم من أطلق مصطلح الإبداع وتارة ابتكار وتارة تفكير إبداعي وتارة قدرات إبداعية ولما لم تجد الباحثة اختلافا" في المعنى والمضمون فدرجته في دراستها تحت مصطلح القدرات الإبداعية .


لقد اختلفت وجهات النظر في تعريفها ففريق ينظر لها على إنها قدرة (ability) على إنتاج أو أبداع شيء جديد وإخراجه إلى حيز الوجود بصورة جديدة . وينظر الفريق الثاني إلى إنها عملية
( process) أو عملية متعددة تؤدي إلى إبداع شيء جديد ، وهناك فريق ثالث يجمع التعريفين السابقين على أساس إن الإبداع حصيلة لقدرات وعمليات متعددة يكون ناتجها عمل إبداعي والباحثة ستكون مع الفريق الثالث خلال خطوات دراستها ، وعلى الرغم من تباين التفسيرات وتعددها إلا إنها جميعا" تؤكد على وجود هذه القدرات وضرورة دراستها بشكل مستفيض وإجلاء الجوانب الخفية فيها. 


أن عملية الإبداع بمعناها الواسع تتضمن كل من الاختراع Invention والاكتشاف Discovery والذي يعني إحداث فكرة أو سلوك أو شيء ما يكون جديد لاختلافه نوعيا" عن أشكال القائمة . كما أن بعض العلماء فرق بين مفهومي الاختراع والاكتشاف على ان أساس الاختراع على تقديم عناصر قديمة في صور بنائية جديدة New form بينما في عملية الاكتشاف يكون إدراك أعمق لهذه العناصر التي تكونت بفعل الاختراع . وأن كانت العمليتان وجهين من وجوه الإبداع 


لا يوجد في الفترة الحالية أبداع متعدد الوجوه قائم على الميول الطبيعية لأن القدرات الإبداعية تتطور انطلاقا" من التخصص والمعارف وأن استطاع الأنسان المعاصر إن يبدع فلا يتحدى حدا" معين من المجالات ، وتفسير ذلك أن التخصصات تزداد وتنمو والمعلومات تغتني وتتطور ، وهذى يؤثر على الفرد لتناوله مجالات مختلفة دون التعمق فيها ويمكن لأي شخص ان يكون متخصصا" فيها مهيئا" وذو تأهيل عالي في أي مجال من مجالات ميوله واستعداده فيبدع إبداعا" خاصا" في مجال تخصصه . 
وعادة ما يتم الكلام عن القدرات الإبداعية دون أي خصوصية وهذى يجعل القارئ يذهب بعيدا" الى الإنسان الموسوعة أو الإنسان العبقري الذي تحدث عنه ( انجلر Engls) في كتابه جدليات الطبيعة حيث بين مميزات إنسان عصر النهضة وأشار « ان تلك الفترة تتطلب رجالا" أفذاذ علماء مبدعين يعرف كل واحد منهم (4-5) لغات ويشتغل في أكثر من مجال وأشار إلى الفنان (ليوناردو دافنشي ) كمثال لهؤلاء لأنه كان فنانا" ورياضيا" وميكانيكيا" ومهندسا" وتدين له فروع الفيزياء » (52: 33) إن الأشخاص يختلفون فيما بينهم بالقدرات الإبداعية حسب نوع النشاط فقد يكون منهم مبدعين في ( الرياضيات ، الكيمياء الشعر ، الموسيقى ، الأدب ، الرياضة الخ ...) وبهذا يمكن تصنيف المبدعين حسب مجالات الحياة وهنا يظهر طابع خاص للقدرات الإبداعية كالإبداع التقني والإبداع العلمي والإبداع الأكاديمي والإبداع الحركي والإبداع الفني وبالتأكيد فأن الإبداع ينطوي على عوامل مشتركة بين أشكاله المختلفة ولكن توجد اختلاف وتمايز « ومن اجل توضيح العلاقة بين العام والخاص بين العام والخاص في الإبداع يجب أن نؤمن العبور إلى الإبداع العام يجب أن ننطلق مما هو فردي وخاص ويجب أن نعرف الإبداع تعريفا" في كل مجال من مجالات النشاط » أن الإبداع العام والخاص (الحركي) يمكن تحديده وقياسه عن طريق الاختبارات وفي المحصلة يتمايز الأشخاص فيما بينهم بالدرجة والنوع ,وبذا يصبح الشخص الذي يستطيع الإبداع في مجاله هو من تتوفر لديه قدرات أبداعية في مجاله المهني إضافة الى العوامل الذاتية والظروف البيئية الملائمة التي تسمح له بالتخيل الواسع بحرية عن قدراته الإبداعية ، وكذلك وجود مواقف تثير اهتمامه. 

هناك تعليق واحد: